منظمة زاكية ترد علي رسالة رئيس الإتحادية الوطنية للصيد
من منظمة زاكية علي رسالة السيد رئيس الإتحادية الوطنية للصيد الصادرة بتاريخ 14/09/2023 والتي تمحورت حول ستة نقاط نرد عليها تباعا :
تفاجئنا للأسف الشديد ببيان مليئ بالتضليل والمعلومات المغلوطة من طرف رئيس اتحادية الصيد الذى يفترض ان يكون حياديا وعلى نفس المسافة من جميع الفاعلين فى القطاع إلا انه برهن على انحيازه لمصانع موكا وهذا الموقف لا يليق بكم معالى الوزير وسيادة الرئيس وأنتم العارفون بالقطاع ولن يرحمكم التاريخ ابدا.
اما النقاط التى وردت فى بيانكم الأخير فهي عبارة عن تضليل واضح للرأي العام الوطني و إيهام الناس بأن موكا هي استثمار خارق للعادة وأنتم تعلمون علم اليقين خطورة هذه الشركات على المخزون السطحى واستنزافه وانعكاساتها البيئية على المدينة والتلوث الذى تسببه نفايات هذه الشركات على الوسط البحرى،
بخصوص ملاحظاتكم على بياننا فإننا بالمقابل سنذكركم بالحقائق وننير الرأى العام حتى لا تضللونه بمعطيات لا أساس لها من الصحة.
بخصوص الملاحظة الأولى:
ذكرتكم سيدى الرئيس أن مخزوننا من السمك السطحي لا يتعرض للإستنزاف بالمعنى “العلمي ” إذ يستخرج لحد الآن زهاء نصف الممكن أصطياده وهذا أعتراف منكم و يؤكد ما سبق أن صرح به وزير الصيد السابق السيد محمد عابدين أمعييف حيث قال بالحرف “إن نسبة 55% من مخزوننا من السمك يتم طحنها لإنتاج زيت ودقيق السمك لتربية الحيوانات وتغذية الخنازير وهو ما سبق لنا أن بيناه، و المطلوب ليس هدر مايزيد علي نصف مخزوننا من السمك دون أن يكون له مردود متعدد المراحل بحيث تتم معالجة الأسماك و تسويق الصالح منها للاستهلاك البشري وتثمينه وتحويل الباقي الغير صالح للإستهلاك الي مصانع موكا للإستفادة منه ولا شك أن تفعيل دورة الاستغلال الأمثل الكاملة للأسماك سيخلق فرص عمل كثيرة ويزيد غلة المستثمرين من الارباح و يرفد وعاء الخزينة العامة بالأموال ويساهم في تحسين مستوي معيشة السكان وهذا ما تمتنع شركات موكا عن فعله حيث تتجه مباشرة إلي المرحلة الأخيرة من سلسلة تثمين السمك إذ ينصرف أهتمامها إلي الربح السريع بأقل التكاليف حتي وإن كان في ذلك هدر لمواردنا السمكية .
قلتم أيضا ان مخزون أسماك السطح الصغيرة لا يتعرض لأي استنزاف وان أباطرة موكا يحترمون البيولوجية للمخزون الذى يقدر بمليون وثلاث مائة ألف طن سنويا لكن كيف ستفسرون ما يحدث الآن لمصانعكم من الركود بسبب نقص الأسماك السطحية وأنتم حاليا لا تجدون من المخزون ما يمكن طحنه واذكرك بأن أفران لفيول التى تستخدمونها لا يمكنها أن تعمل إلا بكميات هائلة من الأسماك زهاء ثلاثين طنا وهذا الآن غير متوفر بسبب استنزاف بواخركم للمخزون، من ناحية أخرى كيف تفسرون انقراض هذه العينات من أسماك السطح:
– شينشار
– ساركو
– دوراد رويال
– باركو
– يابوي
– بيرتي
– شاص
– أوبا
– بامبانو
– بورو
– ماشواروه
– كونكريو
– روكيرا
– صومابرو
والقائمة تطول وأكبر دليل على أن المخزون قاب قوسين أو أدنى من الاستنزاف هو انقراض هذه الأنواع خصوصا(يابوي) التى تحتوى على مادة الاوميغا 3 والتى يتغذى بها اغلبية الفقراء تم استنزافها بسب تكالب شركات موكا على طحنها.
أما بخصوص ملاحظتكم الثانية والتى تحاولون فيها اتهام منظمة زاكية بالخوض فى أعراض الناس والتشهير بهم ونعتهم بالمفسدين وهذا لا يليق حسب تعبيركم
نود أولا أن نقول لمعاليكم أن الموقع المحترم الأخبار الذى يشهد له القاصى والدانى بالمهنية والحيادية والخبرة والتجربة أتيناه كمنظمة أو مواطنين عاديين وسلمناهم بيان حول خطورة ماتقوم به هذه المصانع من استنزاف لثروة البلد ولا علاقة للموقع بهذا السجال وبإمكاننا الذهاب لأي موقع آخر الا أننا فضلنا الأخبار لمهنيتهم، أما تضايقكم من وصفنا للأفعال المضرة بالبيئة والمستنزفة للثروة السمكية والمفوتة علي البلاد فرصة الإستفادة القصوي من ثروتها السمكية بأنها فساد تمارسه ثلة قليل من المفسدين ذلك لأننا حين نقر بأن هذا العمل يشكل فسادا فإن الذي يقوم به هو مفسد بالضرورة.
بخصوص الملاحظة الثالثة فما تفضلتم به مردود عليكم فلولا تكالب مصانعكم على طحن المخزون لاستفاد الشعب الموريتاني من هذا المخزون من ناحية أخرى ما فائدة تفريغ هذا المخزون على اليابسة وطريقه معروف مباشرة إلى افرانكم العملاقة ومنها إلى بطون الخنازير وبقية الحيوانات والشعب الموريتاني يتضور جوعا كما نذكركم أيضا أن هذه المصانع لا يتعدى عدد عمالها 10 أشخاص مما يعنى ان هذه المصانع ليس لديها أي فوائد اجتماعية أو اقتصادية على الساكنة كما أننا نود لو نرى لوائح عمال هذه المصانع لدى ( cnam أو cnss)
للتذكير سيادة الرئيس هناك رجال أعمال كثر ومؤسسات محترمة تقوم بتثمين السمك وتوظيف عدد لا بأس به من العمال ونحن نشيد بذلك العمل البناء ونخص بالذكر مصنع رجل الأعمال الوطني ول العباس الذي يثمن السمك، والمفارقة أن كل مصانع ( موكا) والسفن المزودة لها بالاسماك مملوكة للأجانب وقد هرب عدد من هذه السفن بحقوق الدولة والبحارة المورتانيين.
اما بخصوص الملاحظة الرابعة فالله حسيبكم فالكل يعلم حقيقة ما يجرى فى انواذيبو منذ مجيئ هذه المصانع المشؤومة وأنتم معالي الوزير تعلمون علم اليقين ان أفران هذه المصانع تستهلك الكثير من الماء فكيف يكون استهلاكها زهيد أو هامشى حسب عبارتكم، معالى الوزير انواذيبو قبل مصانعكم لم يشهد أزمة مياه منذ نشأة المدينة،أما تصريح السيد وزير المياه بأن هناك خمسة آلاف طن / يوميا تذهب إلي جهة مجهولة وأن مدينة انواذيبو تعاني العطش الشديد ، هذا مع العلم أن الأفران والسفن التابعة لمصانع موكا تستخدم الماء الصالح للشرب وأن المضاربات علي الماء رفعت سعر الطن الواحد إلي عشرين ألفا للطن في بعض الأحيان.
بخصوص الملاحظة الخامسة المتعلقة بالتلوث البيئى فأنتم تعلمون أنكم السبب فى تلوث البيئة البحرية وتلويث أجواء المدينة بالروائح الكريهة التى تسببت فى العديد من الأمراض التنفسية والجلدية،ذكرتم أن المصالح الفنية المؤهلة لدراسة الظواهر البيئية والبيولوجية، لم تربط ظاهرة نفوق الأسماك التي نشهدها من حين لآخر وذلك منذو عقود من الزمن بمخلفات صناعة مسحوق وزيوت الأسماك ،فمن أين لمنظمة ولو كانت بيئية بتفسير مخالف للمؤسسات ذات الكفاءة المشهود بها” ؟ و عليه فإننا نحيلكم سيدى الرئيس إلي التقرير المستقل بعنوان ” تقييم الأثر البيئي لعوادم وصرف مصانع دقيق السمك في البونتية ” الذي أشرفت عليه كوكبة من ذوي الكفاءات والاختصاص الدوليين والوطنيين وقد خلص التقرير إلي تلوث منطقة البونتية ومنظمة زاكية مستعدة لتزويدكم بنسخة من التقرير .
أما بخصوص الملاحظة السادسة كون موريتانيا تكاد لا تظهر في احصائيات إنتاج وتصدير مسحوق وزيت السمك فكل التقارير الصادرة فى هذا المجال تفند ماقلتم، عد إلى تقارير greenpeace وتقارير feedback global وتقارير FAO ستدرك الحقيقة بدون رتوش وآخر تقرير قامت به linda bendaly من قناة arte بالتعاون مع منظمتنا يسلط الضوء على ذلك كما أنكم تعلمون أن فرنسا يتم تزويدها بنسبة %90 من موكا من موريتانيا وإسبانيا من السنغال معالى الوزير نحن على دراية بحقيقة مايجرى ومعلوماتنا دقيقة وموثقة.
معالى الوزير لا تضيعوا وقتكم فى الدفاع عن هذه المصانع الهدامة ولاداعى لاقناع الرأى العام بتثمين استثمار فاشل سلبياته أكثر من ايجابياته كما نذكركم بأن البيرو وبقية بلدان أمريكا الجنوبية ودول اسكندنافيا كلها تحترم دفاتر التزامتها وما يتم طحنه من الأسماك هي الفضلات أو بعض العينات الغير صالحة للاستهلاك البشري أما أنتم فى موريتانيا ماتقومون به هدر واستنزاف فى حق الشعب الموريتاني.
منظمة زاكية البيئية
انواكشوط
20 سبتمبر 2023